الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

الإيجارات السكنية .. حرباً أخرى تضاعف معاناة أبناء الجنوب.

سمانيوز / استطلاع / حنان فضل

لم تكن حرب الخدمات واصطناع الأزمات وانقطاع الرواتب كافية بحد ذاتها، إلا إن حرباً جديدة يمارسها ملاك المنازل والشقق على المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة،
وبسبب الارتفاع المستمر لسعر الصرف زادت معاناة المواطنين البسطاء،وعكس هذا على حياتهم المعيشية والصحية، بل زاد أيضاً من طمع ملاك المنازل والشقق،حيث أصبح المستأجر الجنوبي يكافح من أجل توفير لقمة العيش ودفع الإيجار مما يزيد المعاناة قسوةً عندما يطالب ملاك المنازل والشقق بدفع الإيجار شهرياً وبالريال السعودي أو الخروج من المنزل في حالة عدم دفع المطلوب منه،حيث يجد المؤجر أو المالك شخصاً آخر يدفع له الإيجار دون صعوبة فمن هذا المستأجر الذي يدفع بالسعودي دون صعوبة وشهرياً؟ دعوني أخبركم من يكون هذا المستأجر… المستأجر هو النازح الشمالي من محافظات الجمهورية العربية اليمنية ،تساؤلات قد تطرق باب أفكارك وتجعلك تتسائل بحيرة ودهشة كيف يستطيع النازح دفع إيجار شهرياً وبالريال السعودي،كيف يستطيع توفير هذا المبلغ ومن أين يأتي بالمال؟تساؤلات كثيرة ولكن الواقع يكشف لنا الحرب النفسية والاقتصادية التي يمارسها العدو المتربص على الجنوبيين.

وفي هذا العدد تطرقنا إلى موضوع يلامس حياة كل مواطن جنوبي يعيش الألم والمعاناة في وطنه الجنوب فمن المتسبب الرئيسي لهذه المعاناة؟ ولهذا قامت صحيفة سمانيوز بعمل استطلاع حول هذا الموضوع الهام الذي عبره يتحدثون عن معاناتهم ومعاناة كل مواطن جنوبي:

كنا ملاك وأصبحنا مستأجرين:

قال المعلم أيمن الوعيل متحدثاً عن معاناته :
منذ عام 2011 ونحن نعاني المر حيث كنا ملاك وأصبحنا مستأجرين هدمت بيوتنا في حرب القاعدة صيف 2011 في أبين م/ زنجبار ولازلنا إلى يومنا هذا مستأجرين في العاصمة عدن.
وواصل الوعيل: بسبب العمل الممنهج من لوبي الاحتلال اليمني واذنابهم لتجويع وافقار شعب الجنوب وتركيعه للعودة إلى باب اليمن أصبحنا لا نستطيع تسديد الإيجار ومهددين بإخلاء المسكن خلال شهر بسبب ارتفاع الإيجار إلى600 والتسديد بالريال السعودي،ألا يكفي أننا نأكل الخبز والماء وأصبحنا عاجزين عن توفير متطلبات الحياة لأطفالنا.
وأضاف قائلاً:30 يوماً وسأصبح أنا وأسرتي بلا مأوى ولم تعد صحتي كما هي بعد مرضي،وهذه المعاناة يعانيها معظم أبناء الجنوب وخاصةً العاصمة عدن وأبين.

استعباد المستأجر:
وأما نهوند جُمن
رئيسة دائرة المرأة في اللجان المجتمعية بمديرية خورمكسر،رئيسة مبادرة محبي عدن،وناشطة حقوقية في المجتمع المدني؛ تقول ومحدثة عن معاناتها اليومية:
أنا سأتحدث من ناحية معاناة حقيقية وهي معاناتي اعيشها بشكل يومي،أعيش في بيت إيجار وكيف المؤجر يتعامل مع المستأجر الجنوبي وكأنه استعبدك بتأجيره بيته لك، أولاً يشترط عليك مبلغ معين في البداية وعندما تبدأ تستقر وتنشغل في ترتيب وضعك على الأساس يبدأ بتحقيق أحلامه من قبل استعباد المستأجر أولاً يقوم أولاً برفع الإيجار أو يطلب منك تغير العملة أو يقولك فضي بيتي حالاً ً لأنه جاء له عرض أفضل منك في الوقت الذي كنت أول أنت أفضل عرض بالنسبة له لي الفترة الإيجار.
وأضافت جُمن : وكمية الحقارة وعدم التعامل بإنسانية ونحن شعب إسلامي وكما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام “الدين معاملة” ولكن عندهم المادة قبل الإنسانية،والنازح له النصيب الأكبر من بيوت أرضنا الجنوب ونحن مهددين بالطرد في حالة إذا ما دفعت بالسعودي أصبحنا لا نستطيع العيش حياة كريمة في بلادنا معززين مكرمين، بل عايشين مهانييين في الوقت الذي نحن نخدم وطننا ونجري بعد قوت يومنا والعيش الكريم،نحن الموظفين صرنا مطحونيين في البحث عن سبل العيش الكريم وكيف نحصل على هذه العيشة في ظل هذا الغلاء الفاحش،وتهديد المؤجرين وجشعهم المستمر وعدم رحمة المستأجرين الجنوبيين البسطاء والذي يمكن يرميه الشارع في حالة عدم سداد الإيجار.
وواصلت جُمن متسائلة: إلى أين نحن ذاهبين؟ لا نعلم ما الذي يحصل في مدينتنا الحبيبة عدن ؟هل يردون التهجير لنا نحن أبناء الجنوب الأصليين ووضع أبناء الشمال ،لن يحصل هذا أبداً سوف نعيش في مدينتنا شاء من شاء وأبى من أبى.
وعبرت جميلة الجمحي رئيسة نقابة الإحصاء عن رأيها بالقول:
الوضع أصبح كارثي الذي يصيب المواطن الجنوبي بكل جوانب حياته ارتفاع المشتقات النفطية والغلاء وانعدام الرواتب وآخرها دفع الإيجارات بالريال السعودي أو الدولار سوف يصبح المواطن الجنوبي في الشارع بينما النازح الشمالي والمقيم بالجنوب تتوفر له كل سبل العيش من تحويلات ومعونات وهذه سياسة متعمدة لتركيع الشعب الجنوبي من قبل الشرعية والتحالف.
وأما عبدالحكيم الأسد مواطن جنوبي يقول: النازحين القادمين من محافظات الشمال يستلمون من المنظمات بالعملة الصعبة ومستحوذين على المنظمات العاملة في الجنوب،لكن المستأجر الجنوبي بدون راتب والنازح أصبح افضل من ابن البلد.

“أوضاع مأساوية في الجنوب”:
ويتحدث الأستاذ فيدل عبدالله محمد البشيري،معلم اللغة الإنجليزية واصفاً:
الأوضاع المأساوية في الجنوب وصلت إلى مرحلة صعبة وعصيبة بفعل سياسة ما تسمى حكومة الشرعية والقوى الشمالية المتخادمة معها والمنظوية تحت عباءتها والتي تعمل ليل ونهار وتسخر كل جهودها وإمكانياتها الهائلة لإرباك المشهد في مناطق الجنوب،بحيث عمدت إلى تأزيم الوضع السياسي والعسكري والاقتصادي في الجنوب في الوقت الذي تتخلى فيه عن مناطق سيطرتها لمليشيات الحوثي بالوقت الذي تحشد فيه كل قواها اتجاه الجنوب، ويتابع حديثه، حيث أصبح السعودي كابوس يؤرق الجميع بسبب انحصار التعاملات في كثير من الأمور بالريال السعودي، لأن العملة المحلية فقدت قيمتها في ظل تهرب حكومة الشرعية وغياب ضمائر التجار وأصحاب العقارات الذين يطالبون بالتعامل بالريال السعودي حتى للمنتجات المحلية،وأيضاً موجة النزوح للشماليين إلى مناطق الجنوب والذين باتوا يسكنون الفلل والفنادق والشقق الفارهة برعاية حكومة الشرعية التي بدورها وجهت عمل المنظمات المانحة بإتجاههم.
ويرى المحامي سعيد العيسائي : أن العلاقة بين المؤجر والمستأجر ينظمها قانون خاص محدد فيه أركان عقد الإيجار ممثلة بأطراف العقد ومدة العقد وشروطه ومحدد الإيجار بالعملة المحلية بحسب إيجار المكان والزمان ولكن طمع المؤجرين والتعامل بدفع الإيجار بالعملة الصعبة هذا مخالف للقانون والضرر الكبير يلحق المواطن الجنوبي الذي يعتمد على راتبه الزهيد.
وتقول الدكتورة وفاء علي محمد حيدرة رئيسة مركز فنون أم البنات للتدريب النسوي ومديرة إدارة البحارة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في العاصمة عدن تعّؤ عن معاناتها في الإيجار:
من خلال التعامل مع الإيجار المحلات التجارية وأصحاب المحلات بصفتي يوجد لدي مركز للتدريب، في السابق كان بيننا تعاون لأنه من أبناء عدن ولكن مع ارتفاع الأسعار عرض المبنى للبيع وشراء المكان شخص آخر يريد الأرباح فقط بدون الرجوع إلى المعاملة الإنسانية،ودون مراعاة ظروفنا ومعاناتنا، واتمنى أن يكون هناك رصد لهؤلاء المخالفين والنازحين الذين أصبحوا مسيطرين على كل شيء في الجنوب.
“الشرعية المتسبب الرئيسي”:
وأشار المواطن رائد العفاري قائلاً: الحكومة الشرعية هي الداعم في هذا الوضع والأطراف التي تقف وراء بموقف المتفرج لا بل يحاولون عرقلة المجلس الانتقالي الجنوبي حتى لا يسمح له أن يتخذ قرار لصالح شعبه الجنوبي ولا يحرك ساكناً في وجه موجات النزوح المستمر للشماليين إلى العاصمة عدن،وهذا يزيد من ثراء الشماليين ويفقر الشعب الجنوبي.
وتقول المواطنة أم أحمد : أنا أم وعندي أيتام وراتب زوجي 29 ألف وجالسة في بيت إيجار والآن خرجت منه بسبب ارتفاع الإيجار والغلاء الفاحش ونناشد من ؟ فنحن في دولة لا توجد بها حكومة، كما أننا نعاني من ارتفاع العملة والمقاضي والمدارس والأسواق والمستشفيات وكل شيء أصبح للأسوء،إذا أنت قادر تعيش غيرك مش قادر يعيش ويجزع يومه إلى متى سنظل هكذا،بلادي ليست بخير ،الأطفال تموت متفحمة والشباب تصعد أرواحهم لباريهم أما النساء والكبار بالسن فسقوف بيوتهم لم تحميهم،أين الأمان؟أين الجنوب؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى