الجنوب العربيتقارير

رغم ارتفاع درجات الحرارة.. «عاملات النظافة في العاصمة عدن» نماذج للصبر والكفاح وكسب لقمة العيش الحلال

سمانيوز-شقائق / تقرير / دنيا حسين فرحان

هناك العديد من الوظائف التي تتطلب جهداً كبيراً وصبراً طويلاً لأنها قد تكون خارج إطار المكاتب والأماكن المغلقة فتكون في الشوارع ولساعات طويلة بمعنى أن تكون تحت حرارة الشمس الحارقة وفي مختلف المواسم دون توقف وهذا يعني أنها وظيفة صعبة وشاقة.

المثال الأكبر للتضحية والعمل المتفاني هن عاملات النظافة المنتشرات في شوارع مدينة عدن واللاتي يستقبلن يومهن بابتسامة عريضة ولا يشكن من التعب أو الحر أو أي شيء رغب التعب فقط يعملن بصمت وحب للعمل ولخدمة الوطن.

هناك العديد من الصعوبات والتحديات اللاتي تتعرض لهن عاملات النظافة وهناك من هن كبار السن يتركون أسرهم وأطفالهم كل يوم للذهاب إلى العمل في الصباح الباكر وفي الشارع في ظل الظروف الصعبة ، لذلك هن نماذج الكفاح ورموز للصبر ودرس من دروس حب الوطن وخدمته.

عاملات البلدية تنظيف شوارع المدينة:

من الأشياء التي تسعدنا في الشوارع أن نجد نساء ينظفن الشوارع بالتوازي مع زملائهم في العمل وبشكل يومي لا يملون برغم التعب وحرارة الشمس خاصة هذه الأيام وكل ذلك من أجل كسب لقمة العيش الحلال حتى في أصعب الظروف.

تقول الخالة أم أيمن عاملة نظافة:

منذ الصباح الباكر اباشر عملي بجد واجتهاد دون كلل أو ملل برغم كل تعبي وكبري بالسن إلا أنني لم أتذمر منها بالعكس أخرج كل يوم بابتسامة ورضا وقناعة تامة لأنها وظيفة تخدم الوطن أيضا تضع بصمة لك في المجتمع.

صحيح أننا أحيانا نتعرض لبعض المضايقات من ناس في الشارع لكن أيضا في الجانب الآخر هناك أشخاص يتعاونون معنا ويساعدونا ويبتسمون لنا ويقدمون لنا كل الحب والدعم والاحترام.

هناك من كان يستغرب عندما يرى نساء كبار في السن ينظفن الشوارع وفي مختلف المناطق ولكن هذا الشيء ليس بجديد على نساء الجنوب منذ القدم والنساء مكافحات وتعملن في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ولهن عدد من المواقف المشرفة في خدمة الوطن ولن تتوالى يوما عن العمل أو الكفاح النضال.

تحت حرارة الشمس تكمن الحكاية: 

فيما تضيف رويدا علي عاملة في بلدية عدن:

من الأشياء التي نفتخر بها دائماً أن تكون هناك نساء يعملن في مرفق البلدية فهو ليس عار أو عيب بالعكس تماما هو شرف كبير لأي فتاة أن تعمل فيه، بل أن تضع لها بصمتها في هذه المدينة المليئة بالأزمات.

الحكاية ليست هنا فقط بل أن تعمل هؤلاء النساء تحت حرارة الشمس وكل يوم وخاصة أيام الحر الذي تصل درجة الحرارة فيها لأكثر من 35 درجة وفي وسط العطش والتعب وهناك من هن كبار بالسن يعانون من أمراض القلب أو الضغط ولكن ليس لهم أي خيار سوى العمل لذلك أتمنى من الجميع تقديرهن وأن يتعاونوا معهن في الشوارع، أيضا الجهات المعنية يجب أن تلتفت لهن وتقوم بتكريمهن 

وهذا أقل شيء يمكن أن يحصلن عليه طيلة حياتهن التي أفنيت في هذا العمل.

المطالبة بتكريم عاملات النظافة كل عام: 

تختتم ياسمين الذيباني الحديث:

 دائماً ما نطالب بأن يكون هناك معاملة خاصة وإنصاف لعاملات النظافة أو على الأقل تكريم لهن كل فترة بعيد الأم مثلا أو يوم المرأة أو أي مناسبات تتعلق بالنساء العاملات ، الكل يعرف أن رواتب البلدية ليست كبيرة وأن الدخل بسيط وهناك من يعملن بالأجر اليومي وهذا شيء صعب جداً مقارنة بالمجهود الذي يبذل منهن كل يوم والطاقة الكبيرة التي يتحملنها من أجل إنهاء العمل في الوقت المحدد ، وللعلم هناك نساء أيضا تعملن أيام الأعياد والإجازات إذا استعدت الحاجة وفي نوبات مختلفة ومتتابعة دون توقف.

كل ذلك يحتاج مجهود جبار وليس بالأمر السهل لذلك نرى هذه الفئة من أهم الفئات في المجتمع والتي يجد أن تحظى بعناية خاصة ومن كل الجهات وحتى من المواطنين أنفسهم بدلا من رمي القمامة في الشوارع وزيادة العبء عليهم أن يتعاونوا مع عاملات النظافة وعمال النظافة عامة من أجل نظافة المدينة والشوارع ومن أجل رسم صورة إيجابية رغم الأزمات والحروب وكل ما نعانيه في العاصمة عدن.

وتبقى عاملات النظافة نساء ينحني لهن الجبين وأكبر مثال للعمل الجاد وأعظم مثل للتضحية والتفاني في العمل رغم كل الصعوبات والتحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى