الجنوب العربيتقارير

ضماً والحاقاً .. «الوحدة مع اليمن» كأس الخديعة الذي تجرعه شعب الجنوب ، علقماً.. !

سمانيوز / تقرير / حسين معشوق

لم أسمع ولم يتحدث التاريخ عن وحدة طوعية أقيمت بين كيانين أو دولتين أو شعبين كالوحدة اليمنية المشؤومة.

بل شهد العصر الحديث أن التوحد يودي إلى التكامل الاقتصادي والشراكة بين المتحدين في التجارة والاستثمارات والمساواة في الحقوق والوظائف العامة وتنفيذ ما اتفق عليه وتطبيق دستور وقوانين الوحدة مثلما حصل للألمانيتين.
وهناك دول انفصلت بسلام لما رأت أن الوحدة لم تحقق طموحاتها.

حيث وضعت الوحدة اليمنية فخا للطرف الذي كان يطالب بها الجنوب ، وكانت خدعة وعلقما مميتا لأبناء الجنوب الذين تنازلوا بطيبة وحسن نية لأبناء اليمن عن كثير من الأمور السيادية فقبيل الإقدام على الوحدة مع الشمال كانت جمهورية اليمن الديمقراطية تنعم بأمن وسلام واستقرار، إضافة إلى التعليم والطب المجاني وقضاء عادل وشعب منفتح وجيل متحرر من الأمية، بينما كان الطرف الآخر الجمهورية العربية اليمنية تعيش جحيم الجهل والتخلف وانعدام العدالة الاجتماعية وغياب القوانين النافذة والتي كان بديلها الثأرات وثقافة الفيد وعقر الأثوار.

وكان الجنوب يرفع شعار لنناضل من أجل تحقيق الوحدة اليمنية سنينا طويلة تعبيراً عن صدقه وحبه للوحدة، حيث عمل هذا الشعار كنشيد الزامي في المدارس والمعسكرات، وعنوان بارز في أوراقه وتعاملاته الرسمية بينما كان الشمال لايظهر حماسة للوحدة ويسود الغموض في موقفه، وعند الإقدام على الوحدة كان الجنوب المتعلم يرى في الشمال المتخلف بأنه بالإمكان إنقاذه من براثن الجهل والخرافات والأحكام العرفية بالعمل والتعليم ، وكان الشمال المتخلف يرى في الجنوب المتقدم فيدا وطمعا وغنيمة وهو ماحصل فعلاً من جانب الشمال ولم يكن يعلم غالبية الجنوبيين بالنوايا المبيتة لساسة الشمال واستخباراتها ومشائخها وما يسمى رجال الدين، وقد عبر الجنوبيون عن حرصهم وصدقهم ونواياهم بأن تركوا الرئاسة والعاصمة للشمال وأمور سيادية أخرى.

خطط الاحتلال بحق أبناء الجنوب :

نفذت قوى الاحتلال اليمني خلال الثلاث السنوات الأولى من عمر الوحدة خططا للانقضاض على القيادات العسكرية والمدنية التي سرحت الوحدة ونقلت إلى عاصمتها صنعاء اليمنية ، وسقط الكثير منهم على أبواب صنعاء واستشهد المئات بعمليات غادرة ، بينما لم يقتل شمالي في الجنوب العربي ولم تمارس أي ردة فعل على الشماليين.

وفي عهد الوحدة اليمنية المسؤومة سرّح الآلاف في الجنوب من وظائفهم المدنية والعسكرية بينما ترقى الآلاف من أبناء اليمن على حساب أبناء الجنوب.
حيث مارس الاحتلال اليمني عملية الغدر والخيانة بالجنوبيين رغم الخروج بوثيقة العهد والاتفاق في الأردن والتي وقعت عليها كل الأحزاب اليمنية والقيادات والمشائخ إلا أنه تم بعدها مباشرة اجتياح الجنوب في عام 1994م ومعها قتل الآلاف وتدمرت المنازل ونهبت كل المعسكرات والمصانع والمؤسسات في الجنوب ، ليصبح بدون أمن ولا اقتصاد فأغلقت الوكالات في عدن وحورب وهاجر رأس المال الجنوبي ، وتوسعت وازدهرت التجارة في شمال اليمن بفضل تدمير اقتصاد الجنوب وأصبحت كل احتياجات الجنوب تصنع في الشمال.

مصادرة الأراضي في الجنوب والسيطرة عليها :

وفي جانب الأراضي صُودرت أملاك الجنوب ومؤسساته ليتم تمليك مساحاتها للقادة العسكريين من اليمن وتم توزيع مساحات شاسعة في عدن والجنوب كمكافئآت لمن شارك في تدمير ونهب الجنوب ، وقد وصل الخداع والمكر السيئ بقادة الشمال إلى تسمية العاصمة عدن بالعاصمة التجارية بينما في الواقع حوصرت ورفضت مشاريع الاستثمار فيها سواء المحلي أو الدولي وتم تسهيل إقامة المشاريع الناجحة في الشمال .

وأغلقت قوات الاحتلال اليمني المطارات في الجنوب وتوقفت المصفاة وتم إضعاف الميناء، في الطرف الآخر ازدهرت الصناعات والنقل وصناعة النفط، ودمرت المؤسسات التموينية في الجنوب والخدمات الزراعية وقنوات الري وأغلقت مراكز الإرشاد الزراعي في الجنوب وقابل ذلك الاهتمام بالزراعة في الشمال. ومارست قوى الاحتلال اليمني في سنين الوحدة اليمنية بعد حرب 94م في الجنوب عملية تدمير التعليم وارتفعت نسبة الأمية في الجنوب لتتجاوز الــ35%، وتم الاستهداف الممنهج للتعليم الجامعي في الجنوب من خلال السيطرة على المنح والدراسات العليا لصالح أبناء الشمال .كما فتحت الكليات العسكرية في الشمال لتأهيل الآلاف هناك بينما يحصل الجنوب على نسبة رمزية من التأهيل، كما قتل الاحتلال اليمني القيادات الجنوبية المجربة والمتعلمة سواء كوادر عسكرية أو مدنية تم التخلص منهم بالتقاعد أو الأبعاد أو التسريح من وظائفهم.

واخيراً جعل قادة الشمال الجنوب وكراً للإرهاب من خلال تجنيد العناصر الإرهابية وترقيتها للقيام بأعمال تخريبية وإرهابية تحت مسمى القاعدة وداعش وغيرها من المسميات والتي نفذت المئات من العمليات الإجرامية وحصدت المئات من العسكريين الجنوبيين ، بينما في الشمال لم تنفذ أي عملية إرهابية وبهذه الأعمال البربرية التي بها أسرفوا وتمادوا في التنكيل بأبناء الجنوب حتى لايبقى من يقول لهم لا لنهب الثروات وإهدار الحقوق. حيث أتت حرب مايسمى الحوثي لتقضي وتقتل مئات الآلاف وتقضي على ماتبقى من الجنوب أرضا وشعبا ، فهل رأيتم مثل هذه الوحدة (والخدعة) المميتة وحدة التدمير الممنهج للأرض والإنسان . إنها ليست وحدة بل طوفانا اقتلع كل جميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى