الجنوب العربيتقارير

برغم تمسك نخب اليمن بوثيقة حوار صنعاء ومرجعياتها الثلاث.. عودة دولة الجنوب تلوح في الأفق .. !

سمانيوز / استطلاع / حنان فضل

كل المؤشرات والأحداث الجارية تخبرنا أن الوحدة اليمنية انتهت ولم يعد لها صدى غير صدى العالم الافتراضي (سوشيل ميديا) فبعد البيان الختامي للدورة السادسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي أقر أن من حق الجنوبيين اتخاذ القرار وتعتبر التسمية القادمة لدولة الجنوب هي دولة حضرموت العربية الموحدة،إذاً الأمور أصبحت واضحة كوضوح الشمس والعالم أصبح يرحب بقرار المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي في تحديد المصير ومن حق المواطن الجنوبي أن يطالب بحقه المشروع،ولكن على ما يبدو أن قوى الاحتلال اليمني لم تستوعب الصدمة بعد ومازالت تنادي بالوحدة التي ماتت في الواقع بينما ينادون بالوحدة في الواقع الافتراضي عبر الإعلام المضلل.

وحدتهم صنعوها بأيديهم وغبائهم :

يقول الدكتور جواد حسن حسين مكاوي ،نائب مقرر الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي:
نعيش وحدتهم التي صنعوها بأيديهم وغبائهم ، سارع أبناء الجنوب الأشاوس بكل صدق وشهامة إلى الدعوة لتنفيذ مشروع وحدة وطنية يمنية شاملة، وتم التنازل عن السلطة والقيادة بكل طواعية ووطنية، بل تنازلوا عن الدولة كاملة إلى بشر كانوا يعملون على إخفاء مشاريع الخيانة والغدر، واستمروا باستغلال تلك المشاريع الدنيئة وتطويرها بكل وسائل الغدر السياسي والإداري والعسكري والأمني والمالي والاقتصادي والتربوي والجامعي والوظيفي وغيرها، وأحكموا سيطرتهم على كل مقاليد الحكم بقبضة من حديد، وإقامة الحروب على الجنوب واحتلاله عامي 1990_ 2015 .

ويتابع مكاوي حديثه بالقول : رفض الجنوبيون تلك التصرفات الغير المسؤولة وخرج الشعب الجنوبي عن بكرة أبيه رافضاً وحدتهم ومطالبا باستعادة الدولة الجنوبية، دولة حرة مستقلة كاملة السيادة الوطنية على كل الأراضي الجنوبية قبل عام 1990م، وهذا ليس مطلبا حقوقيا بل هو إرادة الشعب الجنوبي رافضاً العودة إلى باب اليمن، وقدم التضحيات تلو التضحيات، وحدد مصيره ومصير وطنه ولن يقبل الذل والمهانة ومشاريع أكل عليها الدهر وشرب. مشيراً بأن قرار الجنوبيين لا رجعة فيه وشعب الجنوب مستعد للدفاع عن أراضيه وتقديم التضحيات حتى تحقيق أهدافه المرجوة، هذا القرار وتبعاته أزعج أبناء اليمن أصحاب المشاريع الدنيئة والرخيصة والمصالح الشخصية والترويج للوحدة اليمنية متمسكين بوثيقة الحوار الوطني/ صنعاء والمرجعيات الثلاث وسلطة الأقاليم الستة لحكم اليمن وهم فارين خارج العربية اليمنية من الحوثيين، ونقول لهم مشروع دولتنا جمهورية حضرموت العربية الموحدة قادم لا محالة وقريباً جداً ، حيث بدأت قيادتنا العمل في هذا المجال في الداخل والخارج، ولقي هذا المشروع السياسي صدى وترحاب دولي وإقليمي ومحلي .

فيما يقول الإعلامي نصر المناع اليافعي :
شعب الجنوب لا يعترف بحوار صنعاء الغير موجود ولا نعترف بمرجعياتهم إطلاقاً ولا بأقاليمهم المزعومة ، أصلاً نحن أبناء الجنوب جميعاً لا نعترف بصنعاء بصفة خاصة ولا باليمن بشكل عام، ونحن الجنوبيون نعلم جيداً أن الإخونج والحوثة والعفافيش وغيرهم من الـشماليين اليمنيين لا يتركونا في حالنا برغم أنهم لا يستطيعون فعل شيء مما يقولونه ولن يستطيعوا التقدم شبراً واحداً باتجاه الحدود الجنوبية .

الجنوب فرض أمرا واقعاً :

ويقول الكاتب صالح علي محمد الدويل، عضو الجمعية الوطنية :
الجنوب العربي على أعتاب الاستقلال حيث فرض الجنوب امراً واقعاً سياسياً وعسكرياً في الجنوب، بينما قوى الاحتلال اليمني ما زالت متمسكة بوثيقة حوار صنعاء اليمنية ومرجعياته الثلاث وسلطة الأقاليم اليمنية هذا التمسك قمة العجز السياسي فماذا عملوا عسكريا لفرض ذلك ؟ لا شيء سوى تغريدات تويتر والمساحات التويترية فالحوثي أمر واقع سياسي وعسكري فمن هو الطرف اليمني الذي سينجز الحوار ومخرجاته مع الجنوب لاتوجد قوة يمنية إلا الحوثي والحوثي انقلب على المرجعيات والحوار ومخرجاته والأقاليم وهو الآن ممسك جغرافيا الشمال.

ويضيف الدويل : أن تمسك قوى الاحتلال بتلك المخرجات يثير السخرية فتطبيق الأقاليم يحتاج فرض أمر واقع في الشمال وهم غير قادرين عليه ونتيجة لعجزهم فقد تعامل العالم مع الأمر الواقع الحوثي في كل الشمال إلا مناطق محدودة، والطبيعي أن يتعامل مع الأمر الواقع في الجنوب لأن التعامل مع الأمر الواقع في صنعاء يلغي المرجعيات والحوار والأقاليم وتكون قضية الجنوب قد فرضت أمراً واقعاً ومايسري على صنعاء سيسري في الجنوب ولن يلتفت العالم لمعارضة الفنادق مهما تعالى ضجيجها.

لم يعد لها وجود :

وأما المحلل السياسي الدكتور جمال ابوبكر عباد يقول :
إن مجموع هذه التحركات والزيارات الأممية للدبلوماسية كما هو واضح اليوم جاء لتصلب مواقف الحوثي تجاه العديد من القضايا المتعلقة بالصراع مما استدعى ضرورة إعادة رسم خارطة جديدة للصراع في اليمن، يتوافق على مقاربة خارج مفهوم الدولة الواحدة التي تجاوزتها المتغيرات الجديدة وأبرزها وجود قوة حقيقية على الأرض الجنوبية متمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي والذي يحمل مشروعاً سياسياً للجنوب يقف على نقيض مفهوم واحدية الدولة اليمنية من خلال تمسك المجلس الانتقالي باستعادة الدولة الجنوبية وحل الدولتين وفق ميثاق الأمم المتحدة لحل النزاعات المتعلقة بعقد جديد عند توحيد دولتين في دولة واحدة.
اعتقد أن التطورات الأخيرة على الساحة الجنوبية تعزز من عملية تقليص الصراع والدفع به نحو خطوات متقدمة في العملية السياسية التي فرضها المجلس الانتقالي الجنوبي بواقع جديد من خلال ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف الجنوبية الذي جاء عبر المشاورات الجنوبية وانبثق عنه الميثاق الوطني الجنوبي مما جعل المجتمع الدولي يولي اهتماما خاصا بها وكذلك اعتبره مستجدا جديدا لوضع آلية جديدة تجاه حل الدولتين وفق برنامج زمني محدد ، وتحت إشراف ومراقبة الوضع من قبل الأمم المتحدة.
لقد نسف الحوثي كل المرجعيات الثلاث من خلال السيطرة التامة على العاصمة السياسية للحكومة الشرعية صنعاء وفرض واقعا جديدا عزز من موقفه تجاه العملية التفاوضية واسقط نظام الشرعية عبر انقلاب وتحفظ بما حققه من انتصار وعدم التفريط به كحق سياسي و ورقة ضغط على أي تسوية قادمة.
إن الأطراف التي وقعت على المرجعيات الثلاث لم يعد لها أي وجود في الوقت الحالي ، ولذلك فإن المرجعيات الثلاث أصبحت في أمر كان ولم يتبق سوى تجهيز قرارات دولية تواكب تطورات القضية الجنوبية مستندة إلى ما هو جديد على الأرض الجنوبية.

فيما يتحدث الناشط الإعلامي عوض الجبواني من محافظة شبوة :
بعدثلاثين سنة وأكثر من نضالات وتضحيات شعب الجنوب الحر الشجاع المقاوم بمئات الآلاف من الشهداء ومثلها من الجرحى هاهو يقترب شيئاً فشيئاً من تحقيق حلمه ومشروعه الذي ضحى من أجله وهو استعادة دولته وهويته وسيادته الكاملة على أرضه وبعون الله وبحكمة وحنكة قيادته التي فوضها أمره وحملها أمانة قضيته فإن أكثر من 90% من مشروع قيام دولته قد تحقق ولم يتبق إلا اختيار الوقت المناسب لإعلان دولتنا وبإذن الله سيكون قريباً.

فيما يضيف الناشط الإعلامي ناجي الجحافي : الجنوب العربي على أعتاب إعلان الاستقلال، وهذه حقيقة مرة بالنسبة لقوى الاحتلال اليمني، هذه القوى التي أصبحت اليوم متخبطة بسبب ما يجري في الجنوب من حوارات وتلاحمات وطنية ولملمة الصف الجنوبي بكل أطيافه والتي كلها تصب في مجرى واحد وتحقيق هدف واحد وهو تحرير واستقلال الجنوب .

قد حسم الأمر :

ومن جانبه يقول المحلل السياسي الاستراتيجي سالم أحمد صالح بن دغار :
إن أمر الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية على حدودها المتعارف عليها ماقبل عام 1990م قد حسم وبات الجميع دولا ومنظمات ومجتمعا دوليا على قناعة تامة بحق شعب الجنوب حتى إذ أصبح بذلك أمر الاستقلال قاب قوسين أو أدنى وعلى مرمى حجر وربما أضحى أقرب من حبل الوريد ودعوا قوى الاحتلال اليمني وزبانيتهم من القوى المأزومة وتحلم بالجبال عروش والبحر مرافئ والسفن دجاج،وتحرث بلا جدوى ولا طائل في الصخر لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإيقاف القطار الجنوبي عن الوصول إلى محطته الأخيرة.

مشاريع فاشلة :

وعبرّ هشام عبده سعيد الصوفي، رئيس الجمعية العامة للمتقاعدين المدنيين الجنوبيين عن رأيه بالقول :
إن هذه المشاريع الصغيرة لم تعد من اهتمامات شعبنا الجنوبي وقيادته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقواها السياسية والمجتمعية التي أعلنت ميثاقها الوطني الجنوبي في اللقاء التشاوري للحوار الوطني الجنوبي المنعقد بالفترة من 4 إلى 8مايو 2023م.
ومهما حاولت هذه القوى أو من يساندهم ممن فقدوا ظلهم فلن يستطيعوا ،لأن إرادتنا وعزيمتنا باسترداد وطننا انطلقت ولا يمكن أن نعود مرة أخرى لباب قد خلعناه من جذوره، قطعنا مشوار الألف ميل ولم يتبق منه غير 100 ميل سنجتازه بقوتنا وصلابة رجالنا من القوات المسلحة الجنوبية ووعي شبابنا وسنعلن استقلالنا الجنوب ينتصر.

بينما يشير الأستاذ ناصر محمد بادخن، جامعة عدن كلية التربية، شبوة ومدرس أساسي وثانوي بمدرسة وثانوية الحرة عرما بمحافظة شبوة:
نظراً إلى تطورات الأحداث وتسلسل التفاعلات المحلية والإقليمية مع الأحداث المتسارعة تحديداً منذ التوافق الجنوبي الجنوبي في عدن وما تلاه الدورة السادسة للجمعية الوطنية بالمكلا في ال21 من مايو وبناء على السيطرة الفعلية للجنوبيين على أرض الواقع فإن الحل الأمثل هو فك الارتباط وحق تقرير المصير ، لأن قضيتنا أصبحت تحظى بدعم إقليمي ودولي كبير وأصبحت دول الجوار أكثر استيعاباّ لأهمية الجنوب.

حلم وانتهى :

يرى العميد ركن محمود الردفاني ابوهيثم أن الوحدة كانت بالنسبة لي حلم، وحين تحقق ذلك الحلم، لم أجد واقعا في صنعاء لذلك الحلم، وكل ما وجدته هو كابوس، باستراتيجية ضم الجنوب إلى الشمال، ولتحقيق غاية الضم والإلحاق أعدوا استراتيجية الاغتيالات للقيادات الجنوبية ابتداءً بالشهيد، الحريبي، وعلى تراب صنعاء انتشرت فرق الاغتيالات من دار الرئاسة ومن مقرات حزب الإصلاح الإرهابي لاغتيالات القادة الجنوبيين، ولازالت رؤيتي لمشهد اغتيال العميد محمد الجهوري الردفاني لم تفارق خيالي ولرؤيتي لجثمان مستشار وزير الدفاع العميد ماجد مرشد سيف، ولينا مصطفى عبدالخالق في طوارئ حوادث المستشفى العسكري بصنعاء في يوم 20 يونيو 1993م لم تفارقني وكنت أول القيادات التي شاهدت جثمانه بعد اغتيالهم وعلى درب منهجية القتل والاغتيال لتنفيذ استراتيجية تصفية الجنوبيين في صنعاء حققت تلك الاستراتيجية نتائج مؤلمة للجنوب والجنوبيين الذين تم اغتيال 395 قياديا جنوبيا حتى يوم ال27 من ابريل 1994م الوحدة لاوجود لها غير اسمها المخزي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى