تقارير

هجمات أبوظبي .. هل كتب الحوثيون نهاية قصتهم الدموية ؟؟

سمانيوز/تقرير

عزّزت الهجمات الإرهابية التي شنّتها المليشيات الحوثية على الإمارات والسعودية، الحاجة إلى ضرورة حسم المواجهة العسكرية ضد المليشيات المدعومة من إيران في أوسع نطاق ممكن.

وكانت المليشيات الحوثية شنّت هجومًا إرهابيًّا بطائرة مسيرة على مدينة أبو ظبي، ما أسفر عن اندلاع حريق، أدّى إلى انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح آيكاد 3 بالقرب من خزانات أدنوك، وحريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي.

في الوقت نفسه، تعرضت السعودية خلال الساعات الماضية لهجمات بثماني طائرات مسيّرة مفخخة أطلقتها المليشيات الحوثية على استهدفت المدنيين والأعيان المدنية بطريقةٍ متعمدة وممنهجة، وقد نجحت قوات التحالف العربي بالتصدي لها.

العدوان الحوثي المسعور يتزامن مع خسائر ضخمة تكبّدتها المليشيات على يد قوات العمالقة الجنوبية بدعم من التحالف العربي، وهو ما أسفر عن تحرير شبوة من الحوثيين وقد امتدت العمليات صوب محافظة مأرب اليمنية أيضًا.

الإرهاب الحوثي يعبّر عن إشارة تعبّر بها المليشيات عن مساعيها لعرقلة العمليات العسكرية ضدها، وهو عمليات هزّت صورة المليشيات أمام عناصرها والسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها بعدما توهمت قدرتها على تحقيق مكاسب عسكرية.

هذه المعادلة العسكرية المرتبطة بتعقيدات سياسية، تفرض ضرورة الضغط على المليشيات الحوثية بشكل أكبر لحسم جبهة مأرب  في أقرب وقت ممكن، للحيولة دون تمكين المليشيات من تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية.

•خنق الحوثي:

خنق الحوثيين عسكريًّا عبر توجيه المزيد من الضربات النوعية بدءاً من محافظة مأرب اليمنية سيتيح تأمين مناطق كبيرة من الخطر الحوثي، ومن ثم يتم تمديد العمليات بشكل موسع، لإزاحة قبضة المليشيات على الأرض بشكل كامل.

ويأتي تحقيق هذا الأمر الذي يمثّل باكورة ضغط على المليشيات الحوثية وإجبارها على التراجع عسكريًّا عن إشعال المزيد من التمدد ميدانيًّا تجاه الجنوب، ما يعني قصقصة لأجنحة هذا الفصيل المدعوم من إيران.

•الإمارات تصعد دبلوماسياً:

وعلى الفور بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة، بوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بدعوة مجلس الأمن للاجتماع بعد الهجوم الإرهابي الذي شنّته المليشيات الحوثية على أبوظبي.
حيث دولة الإمارات قدّمت رسالة شافية وافية إلى مجلس الأمن، كخطوة أولى في مسار الرد الدبلوماسي على الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له من قبل المليشيات الحوثية.

الإمارات قدّمت رسالة إلى النرويج – باعتبارها الرئيس الحالي لمجلس الأمن – طلبت فيها ، عقد اجتماع للمجلس بشأن هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية على أبوظبي.

وفيما أدانت الرسالة استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية للمدنيين وللأعيان المدنية على الأراضي الإماراتية، وعدّته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، فقد دعت مجلس الأمن إلى إدانة هجمات الحوثيين بشكل قاطع وبصوت واحد.

في السياق، قالت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة: “تدين دولة الإمارات بأشد العبارات استهداف الحوثيين للمدنيين والأعيان المدنية في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأضافت أن بلادها تتقدم بخالص التعازي لأسر المفقودين، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل، وأشارت إلى أن هذا التصعيد غير القانوني والمثير للقلق، هو خطوة أخرى في جهود الحوثيين لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، ومحاولة أخرى من قبل الحوثيين، لاستخدام القدرات التي اكتسبوها بشكل غير قانوني، في تحد للعقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة، لتهديد السلام والأمن.

في الرسالة، دعت دولة الإمارات، مجلس الأمن للتحدث بصوت واحد، والانضمام إلى الإدانة الحازمة والقاطعة للهجمات الإرهابية التي شُنّت في تجاهل تام للقانون الدولي.

•خطوة إماراتية:

الخطوة الدبلوماسية الإماراتية هي باكورة عمل سياسي ستُقدم عليه الدولة في إطار مرحلة جديدة من تشكيل حالة من الضغط الدولي على المليشيات الحوثية، وذلك عملًا على معاقبتها على جرائمها الإرهابية.

حيث تمثّل الرسالة الإماراتية رسالة تنبيه أخيرة تطرق أبواب المجتمع الدولي وهي تعكس حجم التهديدات التي تُشكلها المليشيات الحوثية، سواء تلك التي تتعلق بمخاطر نشر الإرهاب في المنطقة أو تهديد المصالح التجارية.

ويتجلّى ذلك في أنّ الهجوم الحوثي الإرهابي على أبو ظبي أعقب إقدام المليشيات على اختطاف سفينة الشحن روابي التي ترفع علم الإمارات وكانت تحمل موادًا طبية إغاثية قبل أن تقرصنها المليشيات الحوثية.

•إرهاب الحوثي وتصعيده:

توالي الاعتداءات الحوثية تؤشر إلى أنّ المليشيات تصر على صناعة أكبر قدر من الإرهاب، وهنا تجلّت أهمية الخطوة الإماراتية في مخاطبة المجتمع الدولي نظرًا لأهمية هذه الخطوة عبر استدعاء المسؤولية الدولية لمجابهة الإرهاب الحوثي المسعور.
في المقابل، فإنّ إتباع المجتمع الدولي مزيدًا من الصمت والاقتصار على إصدار بيانات إدانة للجرائم الحوثية أمرٌ يظل يحمل بين طياته الكثير من المخاطر على مستقبل الأوضاع في المنطقة برمتها.

•إيران ومليسياتها بالعراق تبارك الهجوم:

ورغم الإدانة الدولية الواسعة للهجمات الإرهابية على أبوظبي فقد أشادت صحف تابعة للمرشد الأعلى وميليشيات عراقية موالية للنظام الإيراني بالهجمات الإرهابية التي شنتها ميليشيات الحوثي على دولة الإمارات العربية المتحدة.
صحف “كيهان” و”وطن إمروز” و”حمايت” تشيد بالهجوم الحوثي الإرهابي على الإمارات، وتتوعد على لسان قادة حوثيين بالمزيد من الهجمات.
وأشادت صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الإيراني بالعملية “الإرهابية” التي شنّها الحوثيون ضد أهداف مدنية في الإمارات، متجاهلة حجم الإدانات الدولية والإقليمية لهذه الأعمال التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء، وفق ما نقلت صحيفة “إيران إنترناشيونال”.

وعنونت الصحيفة عددها الصادر اليوم بعنوان: “حركة أنصار الله تعاقب الإمارات”، كما أشادت صحيفة “وطن إمروز” بالعملية متوعدة الإمارات على لسان أعضاء حركة الحوثي بالعمليات الجديدة، ووصفت صحيفة “حمايت”، التابعة للسلطة القضائية، العملية بـ”الناجحة”.

وتزامناً مع إشادة الصحف الإيرانية بالعملية الإرهابية، رحبت الميليشيات العراقية التابعة لطهران بهجوم الحوثيين الدامي على أبو ظبي.
وقد أصدرت عصائب أهل الحق وحزب الله في العراق المدرج على قوائم الإرهاب في الكثير من الدول، وعدة جماعات مسلحة أخرى تابعة لإيران، بيانات تدعم الهجوم الذي وقع أمس.

عصائب أهل الحق وحزب الله وميليشيات عراقية أخرى تابعة لإيران رحبت بهجوم الحوثيين الدامي على أبوظبي وأكدت دعمها لهم.
وقال المتحدث بأسم حزب الله العراقي أبو علي العسكري، في بيان: إنّ مهاجمة العدو لإضعافه “دفاع عن الحق”.

وقال زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي: إنّنا سبق أن حذّرنا من تصرفات الإمارات.

يُذكر أنّ وزارة الخارجية العراقية كانت قد نددت بالهجوم، وقالت في بيان لها: إنّها تعارض أي عمل من شأنه تصعيد التوترات في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى