مقالات

عن ثقافة الكراهية ..

بقلم /
صالح علي الدويل باراس

في الصراعات الوطنية لابد ان تكره عدوك الوطني وترسي ثقافة كراهية له والا لن تحقق ذاتك وفرادتك الوطنية والثورة السلمية الجنوبية ثم مقاومتها الجنوبية لم ترسِ ثقافة كراهية ضد كل الشماليين “اليمنيين” كشعب فلو ان هذه الثقافة أُرسيت كما يتهم البعض وتغلغلت شعبيا او حتى في حدود فئات اتخذتها عقيدة ومسارا لها في الجنوب ضد كل ماهو شمالي فان حرب السنوات الست كافية ان يمنع الجنوبيين نزوح كل ماهو شمالي بل ان يقوم الجنوبيون او مليشيات متطرفة منهم بمجازر ضدهم كمجزرة “سربرنيتسا” التي نفذها متطرفو الصرب في البوسنة التي تاسست على ثقافة كراهية ليس للبوسنية الوطنية بل لما هو بوسني لكن لان ثقافة الكراهية غير موجودة لكل ماهو شمالي فان النزوح الشمالي في هذه الحرب الى الجنوب فاق عدد سكانه ومحفوظة اموالهم واعراضهم في الوقت الذي رفض شماليون النزوح الشمالي الى محافظاتهم بحجة الحفاظ على التركيبة السكانية واشد الناس تطرفا ضدهم في الجنوب طالب بتنظيم النزوح وحصره ولو ان هذه الثقافة موجود كما يتهم البعض فستوجد مليشيات تطبّق ثقافة الكراهية في الجنوب مجازرا وقتلا وانتهاكا ضد اي شمالي ولن تلتفت للادانات الاقليمية والدولية ففي الحروب تبرز اقسى وافظع ما في الشعوب لكن ثقافة الجنوب متسامحة ولم تتاسس ثقافته على الكراهية على مر تاريخه

يجب التفريق بين كراهية الجنوبيين لكل ماهو شمالي وكراهيتهم لليمننة ومن يجعلهما شيئا واحد انما يدلس ويسوّق مشروع اعادة يمننة بدغدغة العواطف والاحتماء بانه ضد ثقافة الكراهية
فكراهية اليمننة في صراعنا الوطني مطلوبة بل يجب ان نخلقها لكن ليس مطلوبا كراهية كل ماهو شمالي وهذه الميزة الراقية اتسمت بها ثورة الجنوب السلمية ومقاومته فليست من مقتضيات السياسة ان لا ارسي ثقافة كراهية لنقيضي الوطني لكن كراهية اليمننة ليست كراهية لليمنيين التي تجمعنا كشعوب وصائل دين ومصالح وحركات نزوح ظلت مصانة عبر التاريخ وما قطّعت وشائجها الا اليمننة السياسبة اما خلطهما فمغالطة وطنية لاعادة انتاج اليمننة تحت عنوان محاربة ثقافة الكراهية
مسالة الشراكة في ظل العداء والاختلاف الوطني ليست بدعا في شراكة الانتقالي بمشروعه مع اليمننة وتظل فرادة مشروعه قائمة فقد سبقته لذلك حركات تحرر وطني وظل العالم يتعامل معها بنمطية الحفاظ على *الكيان الرسمي* ثم تقّبل العالم خيارها الوطني وحالة السودان والبوسنة وتيمور الشرقية نماذج معاصرة اعترف العالم بالخيارات الوطنية التي استقلت عن تلك الاجسام المماثلة لجسم اليمننة السياسية الحالية التي يطالب العالم بالحفاظ على وحدتها

ان من ارسى ثقافة الكراهية ليس الجنوب العربي وليس الشماليون كشعب وان كانت جيوشهم اداة تنفيذية بل ارستها اليمننة السياسية والوطنية بشعارات *الوحدة او الموت* فاي ثقافة كراهية من *اقبل الوحدة او امامك الموت!!* وفرضوها دينا حين افتوا بتكفير الجنوب فلا ثقافة كراهية في كل الدنيا اكثر من التكفير
قد يقول البعض ان التكفير كان ضد الاشتراكي والرد كيف صار الاشتراكي مسلما بل شريكا مع الحزب الذي كفّره!! فالتكفير هو التكفير لكن هدف ثقافة الكراهية بالفتوى ليس الاشتراكي بل الجنوب العربي

13يناير 2021م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى