مقالات

وترجل الثائر الأسمر إلى خالقه.

كتب: د عبده يحيى الدباني

بكل أسى وأسف تلقينا اليوم نبأ وفاة الوالد المناضل فضل صالح أحمد الباقري قبل أيام وذلك يوم الثلاثاء الموافق 4 يناير 2022م.

غادرنا هذا الثائر الأسمر بعد عمر مديد قضاه في خدمة الوطن مبتدأ بقريته بلاد الباقري وحالمين وردفان مثلما كان له دور مشرف في النضال المسلح ضد الاحتلال الإنجليزي بعد قيام ثورة ١٤ أكتوبر وانطلاقها
من جبال ردفان الشامخة وقد كان لقرية بلاد الباقري كما كان لكثير من قرى حالمين الدور البارز في إيواء أخوانهم المناضلين من مناطق ردفان العليا والسفلى حين كانت تتعرض لحملات طيران الجو البريطاني المبرحة ، وهكذا ظل والدنا الكريم مناضلا مجتمعيا وتربويا من خلال لجان الدفاع الشعبي في حل القضايا بين الناس وإصلاح ذات البين كما كان ناشطا بارزا في صفوف التنظيم السياسي للجبهة القومية ثم في صفوف الحزب الاشتراكي لاحقا .
وهو من أعيان حالمين على كل حال وقد تميز بروحه المرحة و الابتسامة الدائمة واستطاع أن ينقل هذه السعة إلى قلوب من تعامل معهم
رحمه الله تعالى .
هنالك ذكريات شخصية تجمعني أنا وهذا الرجل الاستثنائي كنت دائما اسأل عنه نجله الأستاذ محمد فضل عافاه الله هذا النجم التربوي الذي لمع في سماء حالمين مبكرا ، كنت أسأله عن والده ليطمئنني عنه وأسأل آخرين ممن يأتيني من قرية بلاد الباقري . فنحن في الأصل أهل وأصهار . وكان الوالد فضل لاينقطع عنا في قرية القرب وكنت صبياً صغيراً وكان صديقا حميما للوالد يحيى صالح رحمه الله وصديقاً أكثر حميمية لأخي علي يحيى الدباني رحمه الله والولد فضل عموما كان صديقا للشباب والطلاب بحكم روحه
الشبابية المرحة

تميز هذا الرجل الفقيد يروح التعاون مع الناس ومشاركتهم حتى فيما يملك ، فكان يلقاني صبيا صغيرا أرعى بعض الضان واسوقهن أمامي بفخر ومتعة وكان يلاحظ ذلك التفاني الطفولي لدي فيقول لي : الا تريد أن ازودك بنعجة أو بنعجتين إلى هذا العدد الذي لديك ؟ فتعال إلى عندي لأعطيك ذلك بلاش فعندنا من النعاج الكثير .
فكان لي ما اريد من هذا الوالد العزيز رحمه الله تعالى فكان لا ينقطع عن زيارتنا في القرب وكنا لاننقطع عن زيارتهم إلى بلاد الباقري خاصةً إلى الوالد أحمد ملجم والوالد عبدالحبيب ملجم رحمهما الله والوالد عبدالقوي ملجم والوالد علي صالح رحمه الله والوالد فضل موضوع هذا النعي والتعزية. وبهذا المصاب الجلل اتقدم بخالص العزاء والمواساة وتعظيم الأجر من الله تعالى إلى الأستاذ محمد فضل صالح نجل الفقيد هذا التربوي العريق وإلى أخوانه الأستاذ عيدروس وتوفيق وعبدالله بن فضل وإلى جميع أفراد واحفاد عائلة الفقيد وإلى الأخ فضل علي صالح ابن أخ الفقيد وإلى شيخ بلاد الباقري الشاب الخلوق عبدالحكيم عبدالقوي محمد ناصر وإلى جميع أهلنا في بلاد الباقري خاصةً وفي حالمين بوجه عام .
نسأل الله أن يثبت قلوبهم وأن يرحم الفقيد ويسكنه الجنة في عليين انه سميع مجيب .
إنا لله وإنا إليه راجعون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى