مقالات

ترتيب الصفوف والحذر من فخاخ الأعداء

كتب :
علي محمد السليماني

اليمنيون معروفون بالحيل والمراوغات ، ولديهم خبرات كبيرة في التعامل مع الحوارات والمشاورات والمفاوضات وشبكة واسعة من العلاقات الدولية مع مختلف الدول ، وأقول مختلف الدول بما فيها الدولة العميقة وفروعها المختلفة بما فيها فروعها الطائفية والمخملية ، وبالتالي فإن أي خطأ يقع فيه الانتقالي الجنوبي سيؤدي إلى أضرار كبيرة بالجنوب.

إن مبدأ التحالفات في الحروب والصراعات مهم ، ولكن هذا المبدأ لايمكن الاستناد عليه في الحالة مع الأطراف اليمنية المتخادمة في الوقت الراهن فكل تلك الأطراف مجمعة على العداء السافر لشعب الجنوب العربي ومطالبه والأطماع وتتملكها رغبة توسعية كبيرة في الجنوب ، وضرورة إخضاعه للاحتلال اليمني- والصحيح للحفاظ على غنائمهم في حربهم عام 1994 – وتهميش شعبه بمثل وضع تهامة بعد ضم تلك المناطق للحكم الزيدي بعد العام,1918 الذي مابرح هو المسيطر والمتحكم منذ ماقبل استقلال اليمن في 2نوفمبر1918 ، وحتى اللحظة الراهنة من هذا المعترك وبالنظر إلى الأطراف اليمنية المتسيدة المشهد اليوم نجدها المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه وحزب التجمع اليمني للإصلاح وشركاءه ومليشيات الحوثي .. طبعا هذا التوصيف عمدوا إلى التخلص منه واستبدلوه بتوصيف الانقلابيين المتمردين أنصار الله. والشرعية التي هي المؤتمر وحلفاؤه وحزب التجمع اليمني للإصلاح وشركاؤه وهذه التوصيفات جميعا تصف الجنوبيين بالانفصاليين التواقين للعودة إلى الإلحاد ، وذلك مايجب أن يكون حاضرا في ذهن القوى الوطنية المؤمنة بالقضية الوطنية الجنوبية المتجسدة مطالبها في ضرورة استعادة الاستقلال والسيادة لماقبل إعلان الوحدة عام ،1990 وقيام دولة الجنوب العربي الاتحادية وفق التفويض الممنوح من شعب الجنوب العربي للأخ القائد الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي عام2017م.

إن تحزيب قضية الجنوب وإخضاعها لخدمة الآيديولوجيا والأحزاب ليس في مصلحة الجنوب بعد تلك الصراعات المريرة التي عاشها الشعب الجنوبي منذ عام 1994 فعلى مدى ستين سنة خلت من الثورة والجمهورية واليمننة والاشتراكية والوحدة ، وكلها تجارب تمخض عنها هذا الوجع الكارثي الذي يعصف بالجنوب العربي وبالمنطقة جمعاء ، فهذه التجارب تعطي للجنوبيين خبرة في التعامل المستوعب لكل الأساليب والحيل وتجنب الفخاخ اليمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى